الإنسان بطبعه ميال للإلف والحنان, والطفل منذ ولادته يكون مرتبطا ارتباطاً كبيرا بأمه، ومن ثم والده، ومن ثم يندرج هذا الإلف على كل أفراد عائلته وأصدقاؤه, وهو لا يجامل في هذا قط , وكلما تقدمت به السن تفتحت آفاقه وتقبل علاقات جديدة وخصوصا إذا تميز في دراسته أو تميز في الهوايات التي يمارسها حيث يشتهر اسمه وسط أقرانه وكل واحد منهم يود التعرف عليه.
وتستوحش الفتاة الصغيرة كثيرا حينما يلقي بها أهلها في أتون ساحات المدرسة، حيث تجد نفسها وقد خرجت من المنزل الذي يعتبر وعاء للعطف والحنان، وابتعدت عن أعز ما تملك من أم ووالد وإخوان, فتحاول التأقلم مع هذا الوضع الحرج لفترة من الزمن.
و كثيرا ما يكون بالمدرسة طالبات من نفس الحي يقفون مع هذا الطفلة في هذا الموقف الحرج, وحينما تدور الأيام تتأقلم الطالبة مع مناخ المدرسة، ومن ثم تنطلق في حياتها الجديدة بعد عقدها لصداقات مع طالبات فصلها وبعض طالبات الفصول الأخرى.
وبعد قضاءها أعواما في مدرستها قد يطرأ طارئ على حياة العائلة، كأن ينتقل عمل الوالد لمدينة أخرى مما يحتم على هذه الطالبة ضرورة الانتقال مع والدها وأسرتها لتلك المدينة، وبالتالي عليها الانتقال لمدرسة بتلك المدينة.
وهنا يبدأ القلق والحيرة يساور ذهن الطالبة وتنتابها الهواجس والأسئلة التالية:
- هل تستطيع التغلب علي هواجس القلق والحيرة التي تنتابها وتقلق مضجعها؟
- هل ستجد أصدقاء أوفياء مثل ما وجدت في مدرستها الأولى؟
- هل تستطيع منافسة الطالبات المميزات في هذه المدرسة الجديدة، وهل ستستطيع أن تتبوأ مكانة مرموقة مثل ما كانت لها تلك المكانة في مدرسته السابقة؟
- هل سوف تستطيع حل كل المشكلات التي سوف تواجهها في هذه المدرسة الجديدة؟
كل هذه الأسئلة تشكل ضغوطاً تموج في خواطر هذه الطالبة، وتظل تضغط على أعصابها, متخوفة من مدى قدرتها على المحافظة على هدوئها وسمتها البارزة في الابتسام كما كان حالها في المدرسة السابقة؟
إليك بعض النصائح التي تساعدك للتأقلم مع المدرسة الجديدة:
1- عليك بتغليب جانب المودة والتحلي بالشجاعة لتعريف نفسك, وهذا لا يتأتى إلا بتملكك الثقة في النفس.
2- منذ اليوم الأول عليك متابعة دروسك والمشاركة في الفصل، وإلقاء الأسئلة على المدرّسة حول النقاط التي يصعب عليك فهمها.
3- عليك المشاركة في الأعمال الجماعية التي تمارسها الطالبات بالمدرسة؛ حتى تتعرفي على زميلاتك بالفريق, ويا حبذا لو كانت لك مهارات ومشاركات ثقافية، من: خطابة، وإلقاء و شعر أو كتابة للقصة وغيرها, حيث تستطيعين المشاركة في كتابة صحف الحائط الصادرة بالمدرسة.
4- الاجتهاد والمذاكرة لكل دروسك، لا سيما وإن أسلم طريقة للوصول لقلوب مدرسيك تجويدك للدروس وأداء الواجبات والمشاركة الفعّالة في صفك.
5- تحتاج الفتاة في هذه الفترة لوقفة كبيرة من والديها, حيث يقع عليهم مسؤولية إرشادها وتوعيتها، لا سيما وأنها سوف تشعر بالوحشة والمناخ الغريب الذي سوف يولج داخلها، لذلك لا تتردي في طلب النصح من والديك في هذه المرحلة.
وحينما يشحن الوالدان ابنتهم بمشاعر الود والتواصل والشجاعة المفعمة بالثقة بالنفس؛ تشعر الفتاة بتلك المعاني، وحينما تذهب للمدرسة يتوطد عزمها على التفاعل الإيجابي بذلك المجتمع الجديد الذي وجدت فيه نفسها, وتمتلأ نفسها بحب زميلاتها وتشعر بالثقة والشجاعة على التكيف مع هذا الوضع الجديد, وبذلك فإنها لن تركن للوحدة والانعزال وسوف تقدم على التعارف على زميلاتها حتى تستطيع معرفتهم في أقل فترة ممكنة.
ومن طور التعارف ومعرفة الأسماء تنطلق بسرعة لطور تكوين الصداقات الحميمة، حيث تدرك من تعاملاتها مع أقرانها الطالبات من الذي تصلح لأن تكون صديقة لها، وحينما تتمكن من صداقة هذه الزميلة فإنها ستصادق الصديقات القدامى لصديقتها الجديدة وبالتالي يصبح لديها مجموعة من الصديقات، وبالتالي تصل للتأقلم الكامل وتصبح شخصاً محبوباً وسط زميلاتها وأصدقائها.
وفي هذا الجانب يقول العالم الفرنسي بجامعة مونبليه "يعتبر التأقلم والانسجام في المجتمع الذي يعيش فيه الفرد من أولى الأسس الشخصية للتمتع ببيئة اجتماعية سوية".
الكاتب: يوسف الوهباني
المصدر: موقع لها أون لاين